مـــصــيــر الـتـنـــانـيــــن . Морган Райс
الأمام, وشعرت بأنفاسه الساخنة الرهيبة على خدها, رأت وجهه. توقف قلبها, كان نفس الوجه من الحلم, الرجل بالعين الواحدة والندبة.
"نعم," أجابت, بصوت مرتجف.
لقد كان وجهاً تعرفه جيداً. لا تعرف اسمه, ولكن تعرف أنه منفذ المهمات. رجلٌ من الطبقة الدنيا, واحد من العديد من الرجال الذي كانوا ينفذون أوامر غاريث منذ كان طفلاً. كان رسول غاريث, يرسله لأي شخص يريد تخويفه أو تعذيبه أو حتى قتله.
"أنت كلب أخي," قالت في وجهه, بتحدي.
ابتسم, وكشف عن أسنانه المفقودة.
"أنا رسوله," قال. "ورسالتي وصلتك مع سلاح خاص لمساعدتك على تذكر ذلك. رسالته إليكِ اليوم هي التوقف عن طرح الأسئلة. رسالة لن تنسيها أبداً. لأنه حين أنتهي منك, سأترك على وجهك الجميل ندبة ستجعلك تتذكرينها طوال حياتك."
"لا!" صرخت جوين.
كانت تستعد لندبة ستغير حياتها كلها.
ولكن حين اقترب النصل من وجهها, حدث شيء. فجأة, انقض طائرٌ من السماء, يصرخ, ويتجه مباشرة نحو الرجل. اختلست نظرة نحو الأعلى وتعرفت عليه في آخر ثانية, إيستوفيليس.
انقض إلى الأسفل, وخدش وجه الرجل بمخالبه بينما أُسقط من يده الخنجر.
كان النصل على وشك أن يجرح خدها, عندما تغير اتجاهه فجأة. صرخ الرجل, أوقع الخنجر من يده, وأبعد يده عنها. رأت جوين ضوءاً أبيض يلمع في السماء, والشمس مشرقة وراء أغصان الشجر, وبينما طار إيستوفيليس بعيداً مرةً أخرى, عرفت أن والدها قد أرسل الصقر.
لم تكن تريد إضاعة الوقت, نظرت حولها, انحنت إلى الخلف واتكأت على يديها, وكأنها تدربت لفعل ذلك, ثم ركلت الرجل في صدره بقوة, بأقدامها العارية. تقلبت جوين, وهي تشعر بقوة ساقيها حين ركلته بقوة. لقد تعلمت ذلك منذ كانت صغيرة, فهي ليست بحاجة لأن تكون قوية لصد مهاجمها. كانت تحتاج فقط لاستخدام أقوى عضلاتها, فخذيها. وأن تحدد الهدف بدقة.
بينما كان الرجل واقفاً هناك, ينحني ويضغط بيده على صدره من الألم, تقدمت جوين نحوه وأمسكت بشعره من الخلف, رفعت ركبتها مرة أخرى, حددت المكان بدقة, ودفعت بأقوى ما لديها نحو أنفه.
سمعت صوت تحطمٍ أسعدها, وشعرت بدمه الحار يتدفق, وينزل على ساقها, يلطخها, حين تراجعت إلى الخلف, عرفت أنها كسرت أنفه. كانت تعلمه أنه يمكنها قتله, وأخذ ذلك الخنجر وغرسه في قلبه.
ولكنها وقفت هناك, عارية, تدفعها غريزتها لارتداء ملابسها والابتعاد عن هنا. لم تكن تريد أن تلطخ يديها بدمائه, مع أنه يستحق ذلك.
لذلك بدلاً من قتله, أخذت الخنجر ورمته في النهر, لفّت ملابسها حول جسدها. كانت مستعدة للفرار, ولكن قبل ذلك, التفت, وذهبت نحوه, وركلته بأقصى ما يمكنها في فخذه.
صرخ من شدة الألم, والتف على نفسه, مثل حيوان جريح.
كانت ترتعش من الداخل, حين شعرت بأنها كانت قريبةً من قتلها أو تشويهها على الأقل. شعرت بجرح على خدها, وأدركت أنها ربما تحمل ندبة, سطحيةً على الأغلب. شعرت بالصدمة. ولكنها لم تظهر له ذلك. لأنها في الوقت نفسه, شعرت أيضاً بقوة جديدة تندفع من داخلها, قوة والدها, سبعة أجيال من ملوك ماكجيل. وللمرة الأولى أدركت أنها قوية أيضاً, قوية مثل أشقاءها. كأيّ واحد منهم.
قبل أن تبتعد, انحنت إلى الأسفل, اقتربت منه كثيراً حتى تستطيع سماع تأوهاته.
"اقترب مني مرة أخرى," زمجرت جوين في أذن الرجل. "حينها سأقتلك بنفسي."
الفصل العاشر
شعر تور بنفسه يُسحب أعمق تحت الماء وعرف أنه في غضون لحظات سيصل إلى الأعماق ويغرق, إذا لم يُؤكل وهو على قيد الحياة. كان يصلي بكل ما لديه لينجو من هذا.
أرجوك, لا تدعني أموت الآن. ليس هنا, ليس في هذا المكان, ليس بسبب هذا المخلوق.
حاول