مـــصــيــر الـتـنـــانـيــــن . Морган Райс
ذلك, كانت ابتسامته تتسع. شعر بأنه يتذوق الدم الذي يستعد لسفكه.
اندفعوا بقوة أكبر, خيولهم تهدر مثل الرعد, ينتشرون نحو ريف المملكة. وأخيراً, لاحظ أحدٌ ما ذلك, حارس القرية. كان جندياً يثير الشفقة, صبي في سن المراهقة, يحمل حربة صغيرة, وقف والتفت إلى صوت هدير أحصنتهم. استطاع ماكلاود أن ينظر إلى عينيه جيداً, ويرى الخوف والهلع في وجهه. في هذه البؤرة النائية, لم يسبق لمثل هذا الصبي رؤية معركةٍ في حياته. كان غير مستعد أبداً.
لم يضيّع ماكلاود دقيقة واحدة, كان يريد أن يبدأ بالقتل, كما كان دائماً في المعارك. كان رجاله يعرفون تماماً ما يريد.
جلد حصانه مرة أخرى حتى صهل وازدادت سرعته, مبتعداً عن الآخرين. رفع رمح أجداده الذي كان من الحديد الثقيل, رجع إلى الخلف, ثم ألقاه بقوة.
وكما جرت العادة, كان رمحه يصيب دائما, بينما كان الصبي يلتفت اخترق الرمح ظهره, ملقياً به نحو الشجرة مع ضوضاء مخيفة. سال الدم من ظهره وكان ذلك كافياً لإسعاد ماكلاود.
أخرج ماكلاود صرخة فرحٍ قصيرة بينما تابعوا الهجوم, نحو جميع أنحاء أرض ماكجيل, عبر سيقان الذرة الصفراء التي تتمايل في الريح, والتي غطت حتى فخذي فرسه, اتجهوا نحو بوابة القرية. كان يوماً جميلا جداً, صورة جميلة للغاية, على وشك أن يدمروها.
اندفعوا نحو بوابة القرية غير المحمية, كان مكاناً غبياً بما يكفي ليكون موقعه على مشارف مملكة ماكجيل. كان من المفترض أن يكون محمياً أكثر من ذلك, فكر ماكلاود بازدراء, بينما كان فأسه يتأرجح بيده و يقطع لافتة اسم المكان الخشبية. سيعيد ماكلاود تسميتها قريباً.
اقتحم رجاله المكان, واندلعت صرخات النساء والأطفال وكبار السن من حوله, ومن كل من كان يسكن هذا المكان البائس. ربما كان هناك مئات الأرواح السيئة الحظ, وكان ماكلاود مستعداً لجعلهم جميعا تعساء بما فيه الكفاية..
رفع ماكلاود فأسه عالياً وركز على امرأةٍ واحدةٍ على وجه الخصوص, ركضت المرأة وظهرها له, محاولة الوصول إلى منزلها لتنجو بنفسها. ولكنها لم تستطع.
ضربها فأس ماكلاود في الجزء الخلفي من ساقها, كما كان يريد, ثم وقعت على الأرض مع زعقةٍ قوية. لم يكن يريد قتلها, كان يريد تشويهها فقط. في النهاية, كان من دواعي سروره أن تكون على قيد الحياة مع الألم الذي سببه لها. لقد اختارها بعد تفكير جيد, كانت امرأة طويلة, بشعر أشقر جامح ووركين ضيقتين, كانت بالكاد فوق سن الثامنة عشر. ستكون له. وربما حين ينتهي منها سيقتلها. أو ربما لا, ربما كان سيبقيها عبدة له.
صرخ في بهجة بينما كان يتجه نحوها وقفز من فوق حصانه, ونزل فوق جسدها, محتجزا الفتاة على الأرض. تدحرج معها على التراب, وهو يشعر بحجارة الطريق, ابتسم حين شعر أنها ترغب في أن تكون على قيد الحياة.
أخيراً, كان للحياة معنىً مرة أخرى.
الفصل الثاني
وقف كندريك في وسط الجو المشحون, داخل قاعة الأسلحة, محاطاً بالعشرات من إخوته, كل أعضاء الفضة, ينظرون بهدوء إلى دارلوك, قائد الحرس الملكي الذي قد أرسل في مهمة تعيسة. بماذا كان يفكر دارلوك؟ هل يعتقد حقاً أن بإمكانه السير إلى قاعة الأسلحة ومحاولة اعتقال كندريك, أكثر أفراد العائلة المالكة شعبية, وكل ذلك أمام إخوته في السلاح؟ هل كان يعتقد حقاً أن الآخرين سيقفون جانباً مكتوفي الأيدي ويسمحون له بذلك؟ لقد قلل كثيراً من شأن ولاء أعضاء فرقة الفضة لكندريك. حتى لو جاء دارلوك مع مرسوم شرعي لاعتقاله, والأمر طبعاً لم يكن كذلك, لقد كان كندريك يشكّ في أن يسمح إخوته باقتياده بعيداً. لقد كانوا أوفياء في الحياة, وأوفياء في الموت. كانت هذه عقيدة الفضة. كان سيتصرف بنفس الطريقة لو أنّ أيّاً من إخوته كان مهدداً. في النهاية, لقد كانوا يتدربون سوياً, ويقاتلون معاً, طيلة حياتهم.
كان كندريك يشعر بالتوتر الذي كان معلقاً بصمت المكان, وأفراد الفضة قد حملوا أسلحتهم في وجه عشرات من الحرس الملكي, الذين كانوا يقفون وينظرون بعدم ارتياح. لا بد أنهم كانوا على علم أنه سيكون هناك مجزرةٌ إذا حاول أحد منهم