مفتون السيدة إليانا. Amanda Mariel

مفتون السيدة إليانا - Amanda Mariel


Скачать книгу
لا بد أن كل من في لندن قد نسي أمرها منذ سنين مضت — لم تكن معروفة بالنسبة لهم ليبدأوا معها أي شيء. بغض النظر، فالسيدة كارولين سوف تنفجر من الغضب إن لم تنفذ إليانا رغبتها. أجابت إليانا "زيارة إلى الحديقة تبدو أمراً جميلاً."

      ابتسمت السيدة كارولين ابتسامةً عريضة قبل أن تلتفت للخياطة. "أسرعي. الساعة الملائمة للذهاب أصبحت وشيكة، ولا أريد أن أضيعها في هذا المتجر.

      أحست إليانا بالإحراج من قلة تهذيبها. لقد فعلت كل ما كان بوسعها خلال السنوات الماضية لغرس السلوك السليم في تصرفات الأولاد. هودسون، أخ السيدة كارولين، استجاب للدروس بشكلٍ جيد. لسوء الحظ، فقد أخذت السيدة كارولين الكثير من شخصية والدتها التي تفتقر إلى التهذيب. ورغم ذلك، فقد أظهرت السيدة كارولين في أكثر من مناسبة أنها تمتلك القدرة على التصرف الذي يليق بسيدة محترمة. للأسف، نادراً ما تظهر هذا الجانب لمن هم أقل منها مكانةً.

      استقامت الخياطة وخطت بضع خطواتٍ إلى الوراء لتنظر إلى عملها الإبداعي "بالطبع لا، سيدتي، لدي كل ما أحتاجه. اسمحي لي أن اساعدكِ في تبديل ملابسك."

      "هل ستحتاج السيدة كارولين لزيارة أخرى؟" سألت إليانا، وتمنت في نفسها أن يكون الجواب نعم. لم تكن ترغب بالعودة إلى كريستال كورت قريباً، المكان الذي في يومٍ من الأيام لم تكن تحلم بمغادرته، ولكن بسبب سيطرة السيدة بيركلي تغير شعورها تجاه المنزل.

      "مرة واحدة بعد لضمان أن كل شيء مجهّز بشكل مناسب، هل صباح الغد وقتاً مناسباً؟ لنقل، حوالي العاشرة؟" وجّهت الخياطة سؤالها للسيدة كارولين التي أومأت برأسها موافقة.

      أحست إليانا بالغثيان في معدتها. لن يكون هناك خيار سوى العودة إلى ملكية بيركلي في الغد. نهضت من مقعدها بينما ساعدت الخياطة السيدة كارولين على ارتداء فستانها. لم يتبقى سوى أن تتمتع بهذا اليوم — وقد عقدت العزم على فعل ذلك.

      في وقت قصير، أوصلهم الحوذي إلى هايد بارك. غادرت العربة السيدة كارولين أولاً وأمرت السائق أن يبقى حيث هو قبل أن تستدير باتجاه باب العربة المفتوح.

      خرجت إليانا من الجهة الآمنة من العربة. كان هناك الكثير من السيدات والسادة، يتمشون، أو يقودون عرباتهم، أو يركبون الأحصنة. أحست بتلبك مزعج في معدتها. ربما كان هذا خطأ.

      "هيا، إليانا، لا تتأخري." صرخت السيدة كارولين في وجهها. لقد أضعنا علينا الكثير ونحن عالقتان في محل الخياطة.

      وضعت إليانا يدها على قبعتها لتتأكد أنها في الوضع الصحيح قبل أن تخطو أول خطوة في الهواء الطلق للحديقة. لم تكد قدميّ السيدة كارولين تطأ الأرض حتى انطلقت باتجاه منطقة عشبية مفتوحة. ابتلعت إليانا خوفها، مذكّرة نفسها بتصميمها على الاستمتاع بالنزهة، ثم تبعت السيدة. "سيدة كارولين، اسمحي لي أن أتمكن من اللحاق بكِ"

      توقفت كارولين، والتفت إلى إليانا، والانزعاج بادٍ في عينيها. "أسرعي."

      زادت إليانا من سرعة خطواتها قليلاً، لتصل إلى جانب السيدة كارولين مع ازدياد ضربات قلبها. أصبحت تخطو بمحاذاة السيدة. "هل هناك شيء على وجه الخصوص، ترغبين برؤيته أو المشاركة به بينما نحن هنا؟" كانت السيدة كارولين تبدو كأنها في مهمة من نوعٍ ما وتمنت إليانا أن تعرف لماذا.

      "أريد ببساطة أن أرى وأن تتم رؤيتي." أمالت السيدة كارولين ذقنها قليلا. "الجميع يعلم أن هايد بارك هي المكان المناسب لذلك."

      اختنقت إليانا بصمتها وحوّلت تركيزها إلى ما حولها. كان يوماً جميلاً. كانت الشمس تشع مشرقةً، والقليل من الغيوم الناعمة معلقة في السماء ونسيمٌ خفيف داعب تنورتها. كان كل شيء مثالياً ما عدا شيئاً واحداً — يبدو كأن نصف المدينة كان هنا.

      "وووف - وووف."

      التفتت


Скачать книгу